بعد إفريقيا دول من أميركا اللاتينية تعلن إنهاء صلاتها بالبوليساريو

تواصل المملكة المغربية تحقيق نجاحات دبلوماسية لافتة من خلال تتويج جهودها بالحصول على اعتراف عدد من دول العالم ، بأهمية مبادرتها لحلّ قضية الصحراء المغربية في إطار خطتها للحكم الذاتي وذلك مع تصاعد عدد الدول التي تعترف بجدية الاقتراح المغربي.

وكللت هذه النجاحات مؤخرا بإنهاء دولتي بنما و البارغواي لعلاقتهما بالبوليساريو.

فقد أعلنت الغرفة العليا ببرلمان دولة الباراغواي اليوم عن إنهاء علاقاتها بـ«جبهة البوليساريو» واصفة هذه الأخيرة بأنها «حركة انفصالية مسلحة».

وقال رئيس الغرفة العليا ببرلمان الباراغواي، خوليو سيزار فالاسكيث، في بيان أصدره إنه على «إثر الاجتماعات التي عقدها الوفد المغربي مع جملة من الفاعلين السياسيين في الباراغواي وبعد التوقف عند التداعيات السلبية للقرار الأحادي المتخذ في غشت 2011 من قبل المستشار السابق خورخي لارا كاسترو، والمتمثل في ربط علاقات مع من تسمي نفسها بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي يترأسها تنظيم انفصالي مسلح هو جبهة البوليساريو، وبعد تقديم الوفد المغربي للتوضيحات اللازمة بخصوص هذا الملف، عبّرت رئاسة المجلس عن دعمها للشرعية الدولية ودعوتها إلى تبني خيار المفاوضات لحل النزاع، ووقفها لكل أشكال التعامل مع البوليساريو».

إلى ذلك أشار مسؤولون في دولة بنما إلى أن قرار بلادهم تعليق اعترافها بـ«الجمهورية الصحراوية» المزعومة، المعلن عنه رسميا الأسبوع الماضي، يهدف إلى إصلاح «خطأ» ارتكب في السبعينيات على عهد الديكتاتورية العسكرية للجنرال عمر طوريخوس.

وأعلنت حكومة بنما، اليوم بشكل رسمي، عن تعليق اعترافها بدولة البوليساريو، مشيرة إلى أن «هذا الكيان لا يتوفر على المقومات الأساسية المشكلة لدولة ذات سيادة تماشيا مع مبادئ القانون الدولي»، ليرتفع عدد دول أميركا اللاتينية التي تسجل عدم اعترافها بالكيان التي تؤكد المملكة المغربية على أنه كيان وهمي.

واعتبرت حكومة بنما، في بلاغ نشر على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية، أنه «بمقتضى مبادئ القانون الدولي ولكي يمكن لجماعة بشرية أن تأمل في تشكيل دولة ذات سيادة تتمتع باعتراف مجموعة الدول، يتعين بالضرورة أن تتوفر على المقومات الأساسية التي تضمن وجودها، ويتعلق الأمر بالأرض والشعب والحكومة والاستقلال».

وقال وزير العلاقات الخارجية لبنما، فيرناندو نونيث فابريغا، في تصريحات صحفية «إن قرارنا تم اتخاذه بعد دراسة متأنية، علما بأن الاعتراف بهذا الكيان الوهمي تم من قبل ديكتاتورية عسكرية لا شرعية شعبية لها، وأن الأمر يتعلق بخطأ وجب إصلاحه».

لائحة بالدول التي سحبت اعترافها بالبوليساريو◄ الباراغواي، بنما، الأورغواي، هايتي،

◄ ألبانيا، الرأس الأخضر، البنين

◄ كوستاريكا، الطوغو، بوركينافاسو،

◄ الكونغو، غينيا الاستوائية، سوازيلاند

ويقول مراقبون للوضع الإقليمي في شمال أفريقيا إن ما يسمى بنزاع الصحراء هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من فاعل إقليمي يريد خلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي. ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي وفقا لمتابعين.

وأعلنت الحكومة الهايتية في وقت سابق رسميا سحب اعترافها بالبوليساريو، بهدف الحفاظ على الدينامية، التي خلقها المقترح المغربي القاضي بمنح جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا. وأكدت الخارجية الهايتية أن هذا القرار «يهدف إلى تفعيل مسلسل تسوية هذه القضية من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودعم الجهود المبذولة من قبل الأمين العام الأممي ومبعوثه الخاص للتوصل إلى حل سياسي ونهائي ومقبول من قبل جميع الأطراف».

والتحقت دول بنما و البارغواي وهايتي إلى عدد من الدول الأفريقية التي عبرت عن دعمها للخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء كحل نموذجي ومن بين هذه الدول أفريقيا الوسطى والغابون والكونغو الديمقراطية إلى جانب ساوتومي وبرنسيبيب وبوركينافاسو، إضافة إلى دولة السنغال التي أعلنت منذ عهد الرئيس ليوبولد سيدار سنغور وبوضوح عن دعمها غير المتحفظ للمغرب لحقه في صحرائه وللحلّ الذي يراه مناسبا للقضية.

ويقول مراقبون إن المغرب يتجه رويدا رويدا نحو تغيير موازين القوى داخل الموقف الدولي العام من هذا الملف، وهو ما قد يخلق موقفا موازيا ومخالفا لموقف بعض القوى الإقليمية و العالمية التي يعترف بما يسمى بـ«الجمهورية الصحراوية». وتأتي هذه السلسلة من التطورات بعد اعتراف الرئيس الأميركي باراك أوباما بجدية ومصداقية خطة الحكم الذاتي لتدحض،وفقا لمحليين، الأطروحة الانفصالية التي تتبناها البوليساريو ومن يقف وراءها إقليميا، وتتويجا للمساعي الدبلوماسية المغربية الحثيثة.

 

عن موقع المغرب 24

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.