موظفوا الوكالة الحضرية لأسفي بين مطرقة الادارة وسندان النقابة “ووقفة الثلاثاء 31 مارس تهب مهب الريح”

اسفي جنوب 08/04/2015

بعدما خطى المغرب خطوات حثيثة من أجل ترسيخ قيم المواطنة والعدل والمساواة في الحريات والانتماء، بحيث خص المشرع المغربي في الدساتير المتعاقبة الحق للأفراد و الجماعات والهيئات الحرية في تأسيس النقابات المهنية والعمالية، ومند تلك اللحظة لا يخفى على أحد التطور والإثراء الذي كانت تشكله تلك الهيئات في الرقي بالبلاد .وقد تم العبور من مرحلة الاستقلال إلى مرحلة التطور وهو عكس ما كان سائدا آنذاك من استبداد وقهر للحريات و للفكر الخلاق والنضال من اجل انتزاع الحقوق المشروعة للطبقة الكادحة .

وفي وقتنا الحاضر إي المغرب الحداثي المغرب المنفتح على الفكر الشمولي الكوني بقيادة عاهل البلاد محمد السادس" نصره الله" نجد أناسا لم يتماشوا مع المرحلة الجديدة وما زالوا ينهجون سياسة المخزن البائد ، هذا و قد كان خطاب جلالته في هذا الباب نبراسا وجب الاقتضاء به.

إن تطور أية أمة من الأمم تقع على عاتق أبناءها الذين هم وحدهم كفيلون برفع مستوى بلادهم وسموها في المحافل الإقليمية والدولية، وهو ما يستدعي تضافر الجهود بين جميع الفرقاء من أصحاب رؤوس الأموال و مدراء ورؤساء المؤسسات (الباطرونا) من جهة وبين قاعدتها الصلبة المتمثلة في الشغيلة.

 إلا أننا نتأسف غاية الأسف الشديد لواقعنا الحاضر والمعاش داخل مؤسسات الدولة العمومية والشبه العمومية عندما نجد المسئولين ومعهم النقابات يسعون جاهدين  إلى التحالف في السر والعلن على الطبقة الشغيلة من موظفين ومستخدمين  وتنسى أنها شريك استراتيجي للإدارة ومحاور فعال من اجل رفع درجة الحصيص العملي والعلمي. فإذ بها هي تسعى سعياً حثيثاً لأجل إقرار مصلحة زعيمها او رئيسها أو بالأحرى اللوبي الذي يشكلها ويتحكم في دواليبها . بحيث تكون مجالسها  المتعاقبة نسخة مشوهة عن واقع الحال.

 ولم يكن هذا بغريب عن احد، ذلك أن الأمر بات مألوفا وصادما، ، فالحوار لا يعدو أن يكون سوى محاولة لدر الرماد في العيون ولإخراج الإدارة من المشاكل الإدارية التي تتخبط فيها و التي لاحصر لها وتأتي مشاركتهما في الحوار اقصد الكيان النقابي  سوى إنعاش صوري لمصداقية خطابها وممارستها اتجاه مستخدمي الوكالة  لكون هذا الموضوع فيه نقاش جوهري، لتبقى صورتهما ومكانتهما ضمن باقي مناضليهم ومناضلاتهم ، اذ لا مجال لإلقاء اللوم على طرف دون الآخر لكون مسؤولية الحلة التي ألفها الحوار الرتيب بين مسؤولي الإدارة والنقابتين هي  من حياكة الطرفين   إذ لا يمكن القبول أن بفتح او صد الحوار وفق مزاجية الإدارة كما لا يمكن أن نتقبل أن يكون الفاعل النقابي منساقا وراء مزاجيته.

  فمنذ ما يقرب عن أشهر خلت نجد شغيلة الوكالة يتحملون وزر سيل من الإجراءات التي هوت بمستوى ظروف عيشهم إلى مستوى القهر والحرمان  وفقدان الكرامة والتقهقر بسبب الاحتقان  الذي تعمق بين مكونات جل المستخدمين في ظل العجز عن التنزيل الفعلي لبرنامج طموح للرقي بالوكالة ،مما خلق جو من الشك والريبة وفي زمن تقاعس فيه دور الفاعل النقابي الذي كان يعتبره البعض سندا للموظف داخل منظومة هذه الوكالة وأثبت الواقع أنه لم يكن كذلك، إذ تطل علينا إدارة الوكالة من جديد وكما عودتنا  بخطاب التهويل والتنديد بالمساس بما تسميه الاستقرار بالموازاة مع استدعاءها لبعض الفعاليات النقابية التي تزعم أنها الأكثر تمثيلية قصد تمويه المستخدمين  بأنه ثمة حوار وتنسيق بين من يدبر الأمور الإدارية لمرفق الوكالة من جهة ومن يزعم أنه يتخذ من هموم المستخدمين  والموظفين موضوع انشغاله.

لقد ساهمت النقابات المنبثقة عن شغيلة الوكالة الحضرية لأسفي بشكل كبير في تأزيم الوضع،حيث أنها تخلت عن أهم المكاسب وذهبت للبحت عن نصيبها من الكعكة الخام بحيث أن الأطراف التي تدعي تمثيليتها بالوكالة أو القائمين عليها بعبارة أدق ، عبارة عن سراب أو باطل أريد به حق، هؤلاء  الزمرة بكلمة العامية ( باعوا الماتش ) منذ فترة طويلة وأضحوا على مثن قارب الإدارة الذي اعتبروه طوق نجاتهم وسعادتهم وضاربين بعرض الحائط آهات وآلام و انشغالات الموظفين البسطاء، إذ راحوا يلهثون وراء مصالحهم الشخصية و مآربهم الخاصة في غفلة من الشغيلة التي آثرت العزوف عن كل ما هو نقابي .

ماذا يرجى من قياديين يهرولون وراء الفتات الذي تجود به الإدارة  لدعم مواقعهم  بعدما خلت صفوفها من المنخرطين؟

ماذا يرجى من الذي يسمي نفسه مناضل وهو عندما يستقبل مكالمة من المسئولين يهرول خلسة للإجابة عليها ؟.

هذا ما لم نعهده في النقابات لأن العمل النقابي شيء والعمل الوظيفي شيء أخر.
هل من فائدة ترجى ممن يعيشون على امتيازات النقابة  و يراكمون الامتيازات ويتسلقون المراتب باسم النقابي المناضل و هو في الأصل إنتهازي ووصولي؟.

إن الواقع الذي نرزح تحت نيره لا يبشر أبدا بالخير و لا يبعث على التفاؤل . لأن الحركة النقابية من داخل الوكالة أفرغت من محتواها  واضمحلت و تراجعت عن دورها  التأطيري والحقوقي الذي يضمن الكرامة للجميع،
والحال ان النقابتين المطردتين داخل الوكالة الحضرية لأسفي شكلهما غريب وعجيب ، حيث لديهما ممارسات غير منطقية ولا ترضي  أحد ذا عقل.فترة يتبنون ملفات موظفين هي فارغة وثارة أخرى يتلكئون في تبني ملفات موظفين آخرين طالهم الإقصاء والتهميش إنهم بالأحرى يقومون بمنطق الانتقائية وهم في الحقيقة يزوغون عن السكة الصحيحة.وبذلك نجد السلوكيات الانتهازية هي السائدة لتبقى بذلك الوكالة تغلي فوق صفيح ساخن آيلا للانفجار في أي وقت ، و عندئذ لا يمكن لأحد أن يتكهن بالعواقب مادام صمام الأمان مفتقدا ، و ليس هنالك من يؤطر تلك الجماهير الغاضبة . الأمر الذي قد يفتح الباب على مصراعيه لكل السيناريوهات المحتملة.

ولا يسعنا في هذا الحديث أن نذكر بخصال العمل النقابي  الذي هو عمل تطوعي بالدرجة الأولى،و عمل جبار لمساعدة الموظفين الذين هم في وضعية صعبة ، والوقوف معهم في حال تعرضهم لأي مشكلة تؤدي لإلحاق الضرر اللفظي أو المادي او النفسي أو الاجتماعي بهم ، فالكرامة أولا وأخيرا . 

 

ع-ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.