أسفي جنوب /الثلاثاء/04 / غشت /2015
بعدما شاءت الاقدرا أن تلفظ "فاطمة لخضر" أنفاسها الأخيرة بمستشفى محمد السادس بمراكش ، اثر مرض غريب وبعد تدخل مندوبية الصحة وولاية أسفي وبعض المحسنين من الإشراف على هذه الحالة المرضية والإنسانية خصوصا وان فاطمة أم لثلاثة أطفال من أب يعاني شلل نصفي ولا معيل لهم سوى "نعيمة " الارملة أم الهالكة والتي تقطن بحي أموني جنوب أسفي .
فور تلقينا خبر وفاتها يوم الاثنين 27/يوليوز 2015 على الساعة السابعة صباحا ، بدأت الاتصالات من اجل توفير سيارة إسعاف تابعة للجماعة الحضرية لأسفي والإسراع بنقل الجثة من المستشفى بمراكش لدفنها بأسفي .
قبل مغادرتنا ، أكد لي سائق سيارة الإسعاف التابعة للجماعة ، بان هناك سيارات إسعاف خاصة بمراكش تتعرض لهم ، بحجة أن لديهم شراكة مع الجماعة الحضرية لمراكش بعدم نقل أي جثة إلا من طرفهم ، حيث يصل ثمن نقل جثة من 3000درهم إلى 8000 درهم في بعض المناسبات كالاعياد …..، – وكم من مرة رجعت (يقول السائق ) خاوي الوفاض -.
دخلنا مراكش قبيل العصر بقليل وكانت الأجواء حارة جدا ، اتصلنا بالأم نعيمة التي كانت تعتني بابنتها الهالكة بالمستشفى ، استلمنا تقرير الوفاة بعبارة "مرض غريب" وتوجهنا صوب المكتب الصحي بمراكش حيث تصطف سيارات الإسعاف الخاصة أمام الأبواب المغلقة تنتظر الفريسة ، مدنا الحارس برقم هاتف الموظف المسؤول ، الذي ضل يرن دون رد ، إلى أن كتبت له رسالة نصية : لدينا حالة وفاة .
بعدها بقليل اتصل بي وعقدنا الموعد بمقهى قرب ثكنة عسكرية حيت يقيم الموظف الذي مافتئ يطلع على الأوراق حتى اتصل بسيارة إسعاف خاصة وذهب إليها ليريهم أوراقنا (الصورة ) ، بعد برهة عاد وقال : -ا ذا أردتم أن أوقع لكم التصريح بنقل الجثة فيجب عليكم نقلها على مثن سيارة إسعاف الخاصة تلك وأشار إليها -. بدأت اشرح له بأننا نقوم بعمل إنساني مع بعض المحسنين وان الهالكة كانت تعيش مأساة اجتماعية مزرية و..و.. ولكن، لا حياة لمن تنادي كائنات لا تعرف الرحمة تتاجر في الموتى ولا تخاف الله ، حتى سائق سيارة الإسعاف الخاصة خرج علينا وقال:- ادا كان هذا عمل إنساني فقولوا للوالي بان يدفع ثمن نقل الجثة وله الاجر وانتهت المسالة -.
اتصلت بمسؤول من أسفي ، شرحت له الوضع كاملا ، بعدها تلقيت اتصالا من عند "عزيز باطراح " مراسل جريدة "الأخبار" الذي تاثر كثيرا بما حكيت له وقال لي بالحرف :- سوف يمضي ذلك الموظف تصريح نقل الجثة في مكتبه وسوف تنقل الجثة على مثن سيارة الإسعاف التي جئت بها من أسفي – ، وهو الأمر الذي حصل بالفعل رغم محاولة الموظف إرغامي على دفع تكاليف تنقله(البنزين ) من منزله إلى المكتب الشيء الذي لم ولن يحلم به (الفيديو ).
بعد تسلمنا للتصريح من الموظف على مضض ، بدأنا الإجراءات الإدارية مابين مصالح الأمن وولاية مراكش ، حيث دخل على الخط "عبد الإله طاطوش" رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان بمراكش ،إلى أن استكملنا جميع الإجراءات القانونية حوالي الساعة التاسعة ليلا .
بعدها بدأت أتساءل كيف يتاجر هؤلاء الأشباه بشر بالموتى ؟ أليس في قلوبهم رحمة ؟هل عميت أبصارهم لهذا الحد ؟ وكم تعاني العائلات المسفيوية بعد وفاة ذويهم بمستشفيات مراكش ؟ واين هي حرمة الموتى ……؟
ولا يسعني إلى الشكر الجزيل لكل من صديقنا المسؤول من أسفي (لم نرد إدراج اسمه ) ، و"عزيز باطراح "مراسل جريدة "الأخبار" و"عبد الإله طاطوش" المركز المغربي لحقوق الإنسان ، الذين لم يفارقونني عبر الهاتف خطوة بخطوة إلى أن نقلنا الجثة خارج مدينة مراكش . والشكر كذلك لمصالح الأمن وولاية مراكش على تسهيل الإجراءات .
ونتمنى أن تزول مثل هده الممارسات ألا إنسانية والغير مقبولة ، وان تتدخل السلطات وعمدة مراكش من اجل الضرب بايدي من حديد على هؤلاء (تجار الموتى )خصوصا ونحن على أيام قليلة من بدء العمل بالجهوية المتقدمة (جهة مراكش -أسفي ) .