أسفي جنوب / الاثنين /04/01/2016
توفي يوم السبت الماضي بمستشفى محمد الخامس لاسفي "ميلود العرايشي" في الثلاثينيات من عمره بعد صراع مع مرض القصور الكلوي حيت كتب له الموت قبل أن يوصل معاناته مع لائحة "انتظار الموت" بقسم "الدياليز" .
"ميلود العرايشي" الذي صورنا معه "حوارا مصورا " بمنزل عائلته بحي كاوكي ، ايام قليلة قبل وفاته يحكي فيه سوء المعاملة والإهمال الذي يلاقيه كل مرة نقل فيها إلى المستشفى على انه حالة استعجالية ليجد الجواب "تسنى حتى يموت شي واحد او نديروك في بلاصتو "! . لكنه توفي قبل الاخر الذي ينتظرون موته.
"مي زهرة" تحكي بدورها التهميش وسوء معاملة لوبي "تجار البشر" الذين يقومون باستدراج المرضى للعيادات الخاصة التي يعملون بها بطرق حقيرة وملتوية وتحت غطاء لائحة الانتظار أي "انتظار الموت" دون مراعاة اوضاع اجتماعية لعائلات المرضى .
الصديق "رشيد" وهو الذي لازم صديقه "ميلود" مند الطفولة يحكي ألمه بفراقه وتحرقه نار الحكرة وسوء المعاملة التي أحس بها كلما وطأت قدماه المستشفى طلبا لعلاج صديقه .
فهناك حالات لا يعلمها إلا الله تموت في صمت والغريب في الأمر هو قساوة قلوب هؤلاء ، لا هم لهم سوى جمع المال تجدهم في الخصوصي بوجه مبتسم وتلقاهم في العمومي بوجه اخر. من أي طينة هم؟ نحن نصور ونبكي عسى الله ان يغفر لنا ذنوبا عظمت، ألا يعلمون أن "من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا….." كيف غابت الإنسانية والرحمة في اطباء ادوا قسم : ان اراقب الله في مهنتي ..وان اصون حياة الناس في كل ادوارها ….. .!
رحل "ميلود" ورحلت معه أحلام شاب ، كانت تمني "مي زهرة" نفسها بان يتعافى ابنها وان يتزوج ويدخل عليها البهجة والسرور، ولكن شاءت الأقدار أن تسلم الروح لباريها بمستشفى لازلنا نطالب بايفاد لجنة حول مايقع بقسمه لتصفية الدم ، وان يتحمل الكل مسؤوليته من سلطات محلية ،هيئات منتخبة ،مجتمع مدني وفعاليات اقتصادية (اوسيبي -لافارج -اسمنت المغرب …..) في أرواح تزهق بدريعة لائحة الانتظار وغياب الموارد البشرية …."وماخفي كان أعظم" .