“أسفي جنوب” /الأحد /13/مارس/2016
كما هو معلوم تعيش الساكنة ومنطقة الأحياء الجنوبية ، كاوكي /اموني والدواوير المجاورة لocp اسفي ، حالة من التهميش والإقصاء وبطالة يعاني منها الشباب الذين تتفشى في أوساطهم تعاطي المخدرات والمتاجرة فيها حيث طبقت عليهم سياسة ذوي سوابق عدلية حتى تهضم حقوقهم ويعيشون في السجون دون المطالبة بالتشغيل داخل المركب الكيماوي .
لقد أصبحت أحياء كاوكي / أموني والدواوير المجاورة ل “ocp” منطقة أشباح تعيش بهواء مشبع بالغازات السامة التي يستنشقها الصغير قبل الكبير،تؤدي احيانا الى اختناقات في صفوف الساكنة وتسجل حالات أمراض خطيرة في الدم عرفت موت العديد من المصابين في صمت بمستشفيات مراكش ناهيك عن هشاشة العظام وضيق التنفس.. وغيرها .
أما البحر فمشبع بملوحة انقرضت جراءها الأسماك التي كان يقتات عليها صيادي القصبة على سواحل “سيدي الغزية” ،”الكاشطون” و”الرميلة” …. لينحصروا وراء مصانع تصبير السردين وسط حفر القذارة التي يستعملها أصحاب السوق السوداء لزيت السردين (وهذا موضوع آخر قريبا ). فبعدما كانت أسفي عاصمة السردين وكان ثمنه محليا لايتعدى درهم او درهمين أصبحنا اليوم نشتريه من 10 إلى 20 درهم في غالب الأحيان ،وحتى الطحالب التي وجد فيها شباب المنطقة مصدرا للرزق أصبح الحصول عليها يتطلب جهدا كبيرا وبدأت في الانقراض .
و الفلاحين البسطاء ممن ساقهم قدرهم إلى مجوارته، لا تفلح زراعتهم ولا غلة في محاصيلهم وحتى الماشية أصبحت درداء بأسنان مهشمة حيت أصبحت تعرف برأس مرفوضة في الأسواق ، مما جعل العديد منهم يقبلون بجوج فرانك من اجل ترحيلهم .
كل هدا جعل من منطقة الجنوب المجاورة لocp منطقة منكوبة لم يشفع لها الجوار وقربها بأكبر مصدر للفوسفاط في العالم والذي يشكل الدعامة الأساسية لاقتصاد البلاد ، فهو يبني المغرب وبلدان خارجه ولكنه يهمل جيرانه .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : مالذي استفادته الساكنة والمناطق المجاورة للمركب الكيماوي “ocp” ؟.
قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب علينا أن نستحضر السبعينات تاريخ بناء المركب الكيماوي بأسفي ودفتر التحملات الذي يتم التستر عليه مند ذلك الحين بعدما صادق عليه منتخبونا تحت وصاية السلطات المحلية التي تعاقبت مند سنين ولم تستطع السهر على تطبيق مضامينه الرامية إلى الحفاظ على البيئة ،تشغيل أبناء المنطقة ،التعويض على الثلوث وإشراك الساكنة في التنمية المستدامة …وماخفي كان أعظم كلها التزامات بقيت حبرا على ورق.
لنبدأ بالشباب وسأتكلم عن تجربتي الخاصة وانا ابن المنطقة ،ترعرعت فيها مند الطفولة واذكر كيف تحول كاوكي وباقي الدواوير المجاورة لocp إلى سوق للمتاجرة في المخدرات مما أدى إلى انحراف العديد من الشباب الذين ذاقوا حلاوة الكسب السهل والكثير بدون عناء، كان كاوكي سوقا كبيرا للمخدرات جعل أغلبية الشباب يقضون عقوبات حبسية بمعدل كبير وبدا صيته يشتهر بالإجرام .
وكان ocp يستقطب اليد العاملة من مدن بعيدة وينمي مناطق ومدن أخرى غير مكثرت بما يحصل حوله أو بالأحرى كانت الأمور تسير لصالحه بشباب نصفه في السجون والنصف الأخر يلهث وراء المخدرات .
يتبع …
نحن أبناء دوار ايت بعمران الذي لايبعد الى بمترات عن المركب الدي ليس بشريف للفوسفاط ودقنا المرارة من هده الانبعاثات السامة التيتنخر ابناء الدوار والتي ادت الى وفيات بسبب الامراض الآتية مرض الربو الدي سمي(بالضيقة) ومهشاشة العضام كما تلاعب بعض المسؤولون من طرف م.ش.ف بملفنا الاداري عدد:2007/12/266 الدي يتضمن فاجعة اختناق أضحة في الدوار وأصبحت كأن شيئ لم يكن