خط أزكان:موسم الولي الصالح “مولاي عبدالصمد”
اسفي جنوب / السبت /09/ ابريل /2016
بقلم : “عبد الحق ايوبي”
المهرجان حسب بعض القواميس العربية تطلق على الاحتفالات التي تقام ابتهاجًا بحادث سعيد ، أَو إِحياءً لذكرى عزيزة دينية أو وطنية أو غيرها ،كمِهرجان الأَزهار، مهرجان الورود ……… أما الاحتفالات التي تقدم فيها وصلات فولكلورية فنية و أهازيج شعبية فهي أقرب إلى تسمية “الموسم ” بالمفهوم الشعبي منها إلى المهرجان ، كما أن المهرجانات تقام لإبراز موروث ثقافي أو حضاري غمره النسيان والإهمال، وفي إحيائه ما يعود على الجماعة بالنفع والبركة والتطور والازدهار…. لكن جماعة خط ازكان اختارت زمن الاحتفال/الموسم في موسم طابعه الجفاف وفي ظرفية تخيم عليها كآبة اليأس البيئي جراء تحالف لوسيبي والمحطة الحرارية(في المستقبل القريب) على القتل البطيء للبشر والشجر بالنظر لانعدام استفاذة الجماعة من مشاريع تعزز الحياة في كل ما فيه حياة ،بغض النظر عن صدقات رمضان (التي يمكن لأي محسن ذاتي أن يتصدق بأعمر منها قفة) ذلك الوضع الذي تم فرضه على مواطن جماعة خط أزكان بسياسة الآذان الصماء التي تقابل بها جميع الأصوات التي تنادي بالتعاطي الإيجابي مع الملف البيئي بالجماعة ، والتي نجهل توفرها على بحوث علمية ميدانية تهم بيئتها… وعلى سبيل الإشارة كيف يمكن للغازات المتسربة بين الفينة والأخرى من لوسيبي والتي ترسل العديد من المواطنين بمدينة آسفي إلى المستشفى أن لا يكون لها تأثيرسلبي على المواطن والمجال الذي تسوطنه؟ هذا الوضع البيئي السيئ سايره القرار الجماعي خلال دورة فبراير 2016 والقاضي بالموافقة على إبادة جزء هام من غابة خط أزكان، ونركز على مصطلح الإبادة لأننا لم نقتنع بعد لا بالوثائق ولا بالتصريحات التي أفاذ بها رئيس الجماعة إحدى المواقع الإلكترونية المحلية بآسفي عندما ألقى كلاما على هوانه يفيذ بأن تلك الأشجار مصابة بنوع من الأمراض يمكن أن ينتقل مرضها إلى بقية الأشجار، فهل يتوفر السيد الرئيس على ما يدعم كلامه ويطمئن الساكنة المجاورة للغابة بأن تلك الأمراض لم تنتقل بعد إلى مغروساتها؟
نعود على بدء لاقتناعنا بأن ما تمت إشاعته بين الساكنة المحلية بتسمية المهرجان المقام بجماعة خط أزكان ( والذي لا تتوفر فيه أدنى شروط المهرجان )هو عبارة عن موسم باللغة الدارجة،ومادام الموسم في المخيال الشعبي المغربي يرتبط باسم شخص ما أو ولي صالح ، لم نجد من تسمية مناسبة غير الولي الصالح” مولاي عبدالصمد” ما دام رؤساء الجماعة الذين تناوبوا على رئاسة جماعة خط أزكان لم يهتدوا إلى ولي صالح يستحق إحياء “كراماته”،” فسيدي القرمودي ” الحارس الروحي ! لجماعة خط أزكان لم يف بالغرض، فانتظرت الجماعة قدوم المولى عبدالصمد على ظهر مشاريع المجلس الإقليمي ومشاريع جهة دكالة عبدة سابقا ( بما تعنيه كلمة مقاول+ مشاريع بناء المسالك الطرقية على أبواب الانتخابات الجماعية من معاني مخلة بمبدأ تكافؤ الفرص) ليوفر للمواطنين الفرجة والنشاط والفولكلور،وهي التي انتخبته ليوفر التنمية ويجيب على إشكالات الأعطاب التنموية التي أصابت الجماعة على عهد الرئاسات السابقة ومسؤوليات الأحزاب السابقة التي ركنت إلى هامش التطاحنات ذات الطبيعة الشخصية وسعت وراء الانتصارات أوالهزائم الوهمية تاركة الجماعة تئن تحت وطأة التهميش، وهي التي تتوفر لها كل السبل من أجل أن تلعب دور العمق الاستراتيجي لمدينة آسفي : فالجماعة توجد على أهم مدخل لمدينة آسفي، تقطعها مئات وربما آلاف وسائل النقل المتنوعة بشكل يومي دون أن يفكر المسؤولون على تدبير الشأن المحلي بالجماعة ن ما يشد انتباه العابرين ويحولهم إلى زائرين، فالطريق المتوجهة من وإلى الجنوب الشرقي لآسفي في اتجاه سبت جزولة تعتبر من أنشط المحاور الطرقية بإقليم آسفي حيث تعرف حركة دائبة في الاتجاهين بجون انقطاع ليل نهار، وهذا المعطى لوحده كفيل أن يحفز المسؤولين الشارد تفكيرهم عن استغلال الفرص المتوفرة من أجل تحويل جماعة خط أزكان إلى منطقة جذب للاستثمارات، كما تتوفرالجماعة أيضا على فرشة مائية عذبة ومهمة تستدعي تحفيز الساكنة المحلية بتيسير سبل الاستثمار في الميدان الفلاحي ،و يساعد على ذلك تتوفرالجماعة أيضا على مستجلب طبيعي للماء ( واد السرارية) …كما تتميز الجماعة أيضا عن باقي الجماعات المحلية بإقليم آسفي بتوفرها على ما يسمى عبئا وعبثا بالمنطقة الصناعية،إذ تحتضن معامل الجبص ومجموعة من المقالع ومع ذلك لم نلحظ أي بصيص تطور لهذه المنطقة لأن إمكانية المرافعة في هذا المجال لم تتوفر بعد في الإمكانيات التدبيرية لجماعة خط أزكان التي تحكمها هواجس المقاعد وتوفير ناخبين كبار لفئة المتحكمين دون التفكير في مصلحة الجماعة : حاضرها ومستقبلها، ، و”للولي الصالح” الجديد بجماعة خط أزكان نوجه السؤال التالي : أين دينامية الفعل والتواصل والحركية التي ميزتك طيلة الاستعداد للإنتخابات السابقة وأنت الذي هيأك وليك السيد ” عبدو” عندما أمدك بمجموعة من الصفقات التي تهم تراب جماعة خط أزكان قبيل الانتخابات حيث وفر لك فرصة الإقامة والاستقرار بين ساكنة الجماعة (وعرفت كيف تستقر في ” قلوب” رجالها نسائها) كما استظللت بأشجارغابتها……. حتى فزت برئاستها ؟ فما هو الحدث السعيد أو الذكرى العزيزة ( حسب قواميس اللغة العربية) التي تود الاحتفال بها ؟… هناك حدثان بارزان عرفتهما الجماعة هذه السنة : الجفاف ، واجتثات الغابة، (ونعيد التأكيد والتوكيد على أننا نستعمل كلمة جفاف اعتبارا للزمن الذي تمت فيه الموافقة على المهرجان/ موسم الولي الصالح….) وهما في نظرنا لايستحقان الاحتفال ، بقدرما يستلزمان الكد والجد في توفير الاعتمادات المالية لمواجهة آثارهما ، وعليه كان أولى ” بالولي الصالح” ومجلسه الموقر أن يوفر، أويوجه صرف هذه الاعتمادات المرصودة أو” الممدودة دعما؟ ” لما هو أولى وأهم ،ونسوق أمثلة لمجموعة من الأولويات أو مظاهر الخصاص والتهميش التي تعرفها الجماعة ، وهي مجرد أمثلة للإستئناس،والتي لا يستطيع “الولي الصالح الجديد بالجماعة” أو مجلسه أن يواجهها إلا بعبارة من قبيل سنناقشها مستقبلا :
– أيهما أولى …. تهييء حديقة تربوية بالغابة المنكوبة يمكنها أن تساهم في التعريف بالجماعة أكثر من أي “مهرجان أو موسم”فالمواطن بمدينة آسفي اصبح يبحث عن ملاذات طبيعية يقضي بها بعض الوقت بعيدا عن صخب المدينة وضوضائها،ولنا في الإقبال الذي تشهده غابة سيدي امساهل أكبر دليل، ويمكن لغابة خط أزكان أن تتفوق عليها إن وجدت من يعتني بها في هذا الإطار ويوفر للمواطنين وأبنائهم سبل الراحة والفرجة والمتعة،فالمسافة عن آسفي لاتزيد عن ربع ساعة بالسيارة ووسائل النقل العمومي متوفرة . لكن يبدو أن التفكير في مصلحة الغابة والجماعة من هذا المنظور التنموي غير مستحب وغير مفكر فيه أو هو ثانوي وهامشي.
– أيهما أولى…. السعي إلى الفولكلور والشيخات ( وما يحفهما من هوامش الخطر والآفات) أم تخصيص تلك الاعتمادات لدعم المؤسسات التعليمية بالجماعة عن طريق دعم خزاناتها وتنويع وسائل العمل التربوي بها ، أو إقامة دروس للدعم التربوي تساعد على رفع مستوى التمدرس بالجماعة وتأخذ بيد المتعثرين منهم حتى تساهم الجماعة بالفعل في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين؟
– أيهما أولى …. إصلاح مقابر المسلمين بالجماعة ،والتي تعيش وضعا كارثيا ،وذلك بتسويرها وحفظها والحد من تدهورها المستمر،وحالة المقابر بالجماعة لا تحتاج إلى موعضة دينية من اجل الاقتناع بضرورة التدخل أو تحقيق إجماع المسؤولين الذين تبث لديهم أن استقدام بعض الأسامي على غرار ولد الشفناج أو ولد مول السيراج هي أولى ؟
– أيهما أولى ….. توفير وتهييء ظروف ووسائل( النشاط الشعبي) أم التدخل الإيجابي لتعميم التعليم الأولي على تراب الجماعة ، فالمواطن المغربي ومنه بالطبع ساكنة جماعة خط أزكان أصبحت تتوق إلى الاهتمام الكبير بظروف تعليم أبنائهم . أما سيارات النقل المدرسي فذلك توجه للدولة تدعمه من خلال ميزانيات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو “هبات؟” بعض المؤسسات الاقتصادية التي تقتلع من نصيب الدولة من الضرائب.
– ايهما أولى ….استقدام الشيخات والخيل أم توفير سبل استقدام مستثمرين في المجال الصحي ، فجماعةخط أزكان ،وهي على مرمى حجر من مدينة آسفي ، وهي استثناء في الإقليم التي لا تتوفر على صيدلية ولا على طبيب خاص يمكنهما أن يستجيبا لحاجيات المواطنين في مجال التطبيب . فهل عجزت الجماعة عن توفير بنيات تحتية أو بناءات تستهوي فاعلين صحيين .؟
– أيهما أولى …’ عاود دردك زيد دردك’ أم الاستجابة لحاجيات ذلك الشباب الذي يخاطر بنفسه صباح مساء من أجل تأمين مستقبله المادي عن طريق التنقل اليومي إلى مدينة آسفي ، ألا تستطيع الجماعة التفكير في إعداد وتهيئة ورشات لاحتضان أنشطتهم المهنية ، وغني عن التذكير أن الخبرة المهنية التي تتوفر عليها يد المهني بجماعة خط أزكان يمكنها أن تجلب الزبناء من كل أحياء مدينة آسفي .
ونحن إذ نبسط هذه الأمثلة من سلم الأولويات التنموية بتراب جماعة خط أزكان لا نحسم أنها هي الوحيدة أو هي الأولى ، بل هناك قضايا أخرى عديدة ومتعددة يمكنها أن تساعد على تحقيق التنمية بتراب جماعة خط أزكان ، كما أن مقاربتنا لموضوع المهرجان/الموسم لا ينبغي أن يفهم منه أننا ضده أوضد كل مظاهر الفرجة والفرح لدى المواطن ، بل بنينا موقفنا انطلاقا من وضع المهرجان/الموسم في كفة…. وقضايا الجماعة ومشاكلها التنموية في كفة أخرى وتسائلنا : أيهما أولى ؟ ومما رسخ قناعتنا بهذا السؤال الترجيحي لأولوية الفعل التنموي هواستحضارنا لمجموعة من التجارب الفاشلة لمهرجانات/ مواسم غير مبنية على أسس متينة بتراب دائرة سبت جزولة ، مثل مهرجان سبت جزولة قبل سنوات الذي خلف سيلا من الأسئلة لم يستطع أحد الإجابة عنها ، بل حتى الجمعية التي أكل ( بضم الهمزة) الثوم بفمها لم تستطع أن تعلن عن الرقم المالي الحقيقي الذي تطلبه تنظيمه، وعلى نفس المنوال يتأرجح السيد الولي الصالح بخط أزكان، فهو لم يصرح لحد الآن بأي معطى مادي أو مالي عن ما ينوي تنظيمه ولا الجهات التي “سيؤكل الثوم بفمها” أو التي ساهمت في تمويله ، لأن تلك الأموال تبقى في الأخير مالا عاما من حق جميع المواطنين معرفة تفاصيل محصلاته والأوجه التي صرف فيها،ويخشى العديد من الفاعلين السياسيين والمدنيين بالجماعة أن يكون مجرد مجمر لتسخينات انتخابية للتغطية على انعدام أية بوادر بوادر تنموية حقيقية بتراب الجماعة؟ ولنا عودة لتغطية فقرات المهرجان الموسم من وجهة ما تبث لدينا .
مقالات الرأي تعبّر عن وجهة نظر كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “أسفي جنوب “.