الجزء الثالث : حوار مع “المدني ايت اوهني”/ لم أكن أتوفر على دراية بالمسائل البحرية ، لكن حبي لأسفي دفعني الى المشاركة في رحلة راع الثانية .
"أسفي جنوب" /السبت /23/ ابريل /2016
تتمة …"الجزء الثالث"
نزولا عند رغبة قرائنا ارتأينا إعادة إدراج الحوار الذي انفردت به "أسفي جنوب" مع السيد: المدني ايت اوهني العضو المغربي الوحيد المشارك في رحلة راع الثانية ، وقد ارتأينا من خلال إدراج هدا الحوارتسليط الضوء على تاريخ أسفي حاضرة المحيط . والحوار لايخلوا من حقائق علمية وتاريخية مهمة ستفيد القارئ في معرفة التفاصيل الكاملة وراء رحلة راع الثانية .
ٌَ<< بدا الطاقم بالمجيء نفس الأشخاص إلا واحد جديد هو الياباني المصور . بعد ذلك أعلن "تور" في ندوة صحفية بأنه سيقطع المحيط الأطلسي من مدينة أسفي إلى الشواطئ الامريكية على مثن قارب راع الثانية ،كنت حاضرا في هده الندوة الصحفية ولم أكن انوي المشاركة في تلك الرحلة . ولما انتهت جميع الترتيبات والاستعدادات كنت انا احد المعاونين حيت أصبحت تربطني مع الطاقم علاقة جيدة ،وكنت اعرف "تور هيردال" من خلال كتبه المشهورة في اوروربا وامريكا ،ورحلة "كونتي كي" الشهيرة كما ان فيلمه حاز الاوسكار في امريكا ،وكنت فخورا لأنه اختار مدينة أسفي العزيزة على قلبي .
وبعد مرور عشرة أيام أعلن عضو من تشاد اسمه "عبد الله جبريل" بأنه لم يعد يريد المشاركة في الرحلة ، حيت جاءته برقية مفادها أن امرأته قد ولدت له ولد ، و اتدكر كأنه الأمس عندما قدمت إلى غرفة "عبد الله جبريل" وانبته على إلغاء مشاركته لكنه أصر ، ليعلن"تور" في ندوة صحفية عن أسباب تخلف "عبد الله" ويصرح على انه سيذهب إلى أمريكا الجنوبية من اجل جلب مشارك أخر ، وهنا بدأت أتساءل :الرحلة ستنطلق من المغرب والدي يساعده مغاربة ولمادا لايشارك معه مغربي في هده الرحلة ؟.
وفي ليلة عشاء قلت له : يا "تور" ادا شارك معك مغربي فان الملك "الحسن الثاني" عندما سيسمع الخبر والشعب المغربي سيكونان فرحين ، لكنه لم يجبني و أظن انه أخد الفكرة وناقشها مع باشا أسفي ، وقال له بأنني أريد مغربي يشارك معي .
وقد أتوا شخصان احدهما بحار عند "تور" للمشاركة في الرحلة ، لكن طاقمه كان يريد شخصا مميزا يعرف كيف ينسجم مع المجموعة ويتكلم لحظة الوصول إلى الشواطئ الأمريكية . والثالث صديقي وهو الحاج "امشيش" الذي كان كموندو الميناء لكن من سوء حظه لم تسمح له إدارته ، وهنا لم يبقى ل "هيردال" الوقت للتنقيب عن شخص أخر.
وحسب علمي من بعد، هو انه اتفق مع أصحابه على أن يتكفل "جورج سوريال" المصري بان يقنعني بالمشاركة في الرحلة ، وأصبح المصري يقول لي عند مجيئه من الميناء حيت شرفت الاستعدادات على الانتهاء : المدني لن نتركك خلفنا وأنت الذي ستذهب معنا في هده الرحلة ، وكنت امازحه بقولي : ادا كنت تريد أن تموت فهدا أمر يخصك .
وذات يوم جاء عندي "هيردال" وقال لي مباشرة .هل تريد الذهاب معنا ؟ . لم أتردد في قبولي دون أن اشعر لان الهاجس الذي كان يدفعني هو أن يشارك مغربي في هده الرحلة ، ولم أكن أتوفر على دراية بالمسائل البحرية لكن حبي لمدينة أسفي التاريخية بأهلها التي عشت فيها مابين 18 إلى 20 سنة دفعني للمشاركة في رحلة راع الثانية >> .
تتمة……. في الجزء الرابع