"أسفي جنوب" /26/04/2016
انتهت هذه الأيام عملية تعبيد أرصفة مدينة أسفي على طول شارع كينيدي بقرب المحطة الطرقية ومستشفى محمد الخامس… ، هذه الأشغال التي اعتبرت سابقة في تاريخ المجالس المنتخبة بأسفي ،و تجربة فريدة في تعبيد الأرصفة بالزفت (العكر) الأحمر بدل الزليج ، حيت تسائل الجميع هل انقلبت الآية وأصبح الزفت للرصيف بدل الطريق ؟ .
لقد أصبحت أسفي بفضل منتخبونا المفكرون وأصحاب العقول النيرة مختبرا للتجارب ،وأصبح الرصيف "مزفت" بالأحمر(اللون الأحمر دليل على الحب الذي يكنوه لنا ) مع صفيحة رقيقة من الرخام من اجل ذر الرماد في العيون .
فلا يهم إن زفت الرصيف أو زلجت الطرق المهم ان الميزانية خارجة ويجب أن تصرف بأي لون كان، ولا يهم أن تكون بالزفت او الزليج فلا حياة لمن تنادي ، الساكنة لا رائ ياخد لها بعين الاعتبار ولا إشراك لها في اتحاد القرارات ، حتى الجمعيات لا هم لها إلا أن يقبل ملفها وان تغنم بالمنحة التي تتلقاها من المجلس الإقليمي صاحب هذا الانجاز العظيم في مجال "تعكير الأرصفة" .
وليس المهم هو تعبيد الرصيف أو تزليجه ولو بالرخام لأننا ببساطة "مزلجين ومزفتين" وأي شيء يحصل في هاد المدينة المسكينة سينظر إليه بعين تطبيق مخططات التهميش والإقصاء من طرف لوبي يريد طمس هوية حاضرة المحيط ونسف تاريخها العريق.
فالاعتمادت المالية للمجلس الإقليمي مثلا تخصص للكماليات وليس للضروريات كما حدث مؤخرا باقتناء السيارات وتعزيز الأسطول ، متجاهلا بذلك الحملات الفايسبوكية المطالبة بتقليص السيارات التابعة للمجالس المنتخبة التي توضع رهن إشارة مصالح أخرى وتستعمل أحيانا لأغراض شخصية او ربحية كالتي ضبطت مؤخرا تبيع الأعلاف في احد الأسواق القروية ، بدل تخصيص هذه الاعتمادات لما تحتاجه المدينة من تهيئة الكورنيش وترميم قصر البحر وإنشاء منتجعات سياحية تجلب الاستثمارات والعملة الصعبة بعدما ضاع منا سيدي بوزيد واستاثروه لانفسهم ، ولا ننسى العالم القروي ومايعانيه من نقص في الماء والكهرباء وتهيئة الطرق والمسالك .
كل هذا يجعلنا نتخوف على مستقبل المدينة بعدما ظهر الزفت الأحمر واسطول السيارات ، ولكن الخوف الكبير هو عندما سنتحول إلى أضحوكة إن ظهر مع مرور الأيام فاضح سيطلق على نفسه "فاضح زفت الرصيف" .