"أسفي جنوب" /السبت /23 /يوليوز/ 2016
بعد رحلة شاقة من اكادير إلى أسفي وبعد معاناة حقيقية ل "محمد فلاحي" 72 سنة وأبناءه الثالثة سفيان (سنتين) وعبد الإله (11سنة) وعبد الرحيم (18 سنة) الذين قطعوا مسافة 350 كلم على مثن عربة مجرورة بحمار استطاع رغم إصابته أن يوصل أصحابه إلى جنوب أسفي .
محمد يبيث حاليا رفقة أبناءه في العراء بأحد الأحياء العشوائية بالقرب من سوق كاوكي جنوب أسفي ، ولم يجد سوى عربته ليستعملها كمسكن يؤويه مع أسرته الصغيرة ولا معيل لهم بعد الله سوى احد سكان المنطقة الذي تقاسم معهم مأكله ومشربه ، ويقوم بالاعتناء به وأبناءه الصغار الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ترعرعوا في أسرة فقيرة ليجدوا أنفسهم يبيتون في العراء ومعرضين لكافة الأخطار في أية لحظة بعد أن انفصل أبوهم عن أمهم سبب خلافات وصراعات عائلية ، وأصبح عاجزا عن توفير لقمة العيش ومصاريف السكن بمدينة اكادير .
لقد تحمل "محمد" رغم كبره مشاق السفر مع أبناءه الصغار على مثن عربة مجرورة من اكادير إلى أسفي ، حيت لم يلقى أي اهتمام من طرف المسؤولين ليتهمش مع المهمشين بجنوب أسفي بعدما انقطعت به السبل وضاقت به الأرض بما رحبت وأصبح لاجئا في وطنه.
فأين الجمعيات الخيرية والاجتماعية وأين المسؤولين والمنتخبون …؟ وأسفي تستعد لانطلاقة العديد من المهرجانات التي تصرف عليها الملايين في حين ان المواطنين يعيشون فقرا متقعا ويبيتون في العراء رفقة أبنائهم ، يفترشون الأرض وغطائهم رحمة السماء .