منير الغرنيتي يكتب “الحساب غادي ارجع من الليف”

منير الغرنيتي مدير نشر جريدة أسفي جنوب

انتظرت حاضرة المحيط اسفي عقود من الزمن لكي يتم ترصيص وتزليج قلب المدينة النابض (حي لبلاطو) وتعبيد 100 متر لاغير من الطريق امتدت من مشارف بناية دار المحارب الى حدود بناية مندوبية التعليم ، الشيء الذي طرح اكثر من علامة استفهام حول مالذي انجزته المجالس المنتخبة السابقة اذا كان قلب المدينة “البلاطو” مازالت ارصفته وشوارعه تعج بالأتربة والحفر المنتشرة هنا وهناك؟ واذا كان هذا هو حال قلب المدينة التي يقصده الزوار والسياح فمابالك بأطراف المدينة والاحياء الشعبية ؟ وهل ستتم محاسبة اللذين اغتنوا على حساب تهميش حاضرة المحيط في الوقت الذي كانت باقي المدن المغربية تعرف تطورا وازدهارا بتأهيل مجالاتها ومرافقها ….

بعد التلويح بالزيارة الملكية خرج لنا الى حيز الوجود مشروع ترصيص حي لبلاطو الذي كان يعج بالأتربة والحفر المنتشرة في الشوارع والطرقات بحيث انك في اسفي لن تجد 100 متر من الطريق بدون حفرة او بقايا اشغال لم تكتمل بعد كأشغال شركة الاتصال التي شرملت شوراع المدينة ورحلت بدون حسيب ولا رقيب ، ولكنك ستجد 100 متر من الطريق تم تعبيدها مؤخرا امتدت من بناية دار المحارب الى حدود بناية مندوبية التعليم بآسفي، وهو اثار سخرية احدهم قائلا “واش كلما سمعوا الملك جاي كينقزوا 100 متر ” بحيت ان اصحابنا قاموا بتعبيد 100 متر من نفس الشارع قبل الزيارة الملكية الاخيرة وبالضبط من حدود الحديقة العمومية الى مشارف بناية دار المحارب اي ان معدل التعبيد هو 100 متر من الطريق لكل زيارة مليكة، فكم من زيارة ملكية تنقصنا من اجل تعبيد الشارع كله ؟.

واذا كان البعض من منتخبي “التصاور والفوتوشوب” يتبجحون بتعبيد شارع الحسن الثاني “بولفار س” فانه لا جديد يفرح من هذا الشارع الذي يتم تعبيده كل سنة بحيث وصلت الاشغال فيه وامتدت لسنوات خلت ليس لسواد عيون الساكنة او لصالحها وانها لتلبية مصالح المجمع الشريف للفوسفاط ،المحطة الحرارية ،الميناء المعدني وشاحنات مقالع الاحجار والرمال لأن الشارع يعد الشريان الرئيسي والعمود الفقري لمصالح الرأسمالية اما الساكنة فإنها ماتزال تعاني الامريين من الشاحنات الكبيرة والمعدات الثقيلة التي تشكل خطرا محدقا بها في كل يوم .

وفي الوقت الذي كانت فيه باقي المدن المغربية تتسابق نحو تأهيل مجالاتها الحضرية وحتى القروية وجدت اسفي نفسها بيد منتخبين ومسؤولين اغتنوا من تروثها واراضيها وعاثوا فسادا فيها ليستقروا بمدن اخرى بعدما حولوها الى مدينة منكوبة بيئيا ومهمشة على كافة المستويات لا تشغيل البطالة تنخر اجساد المعطلين لا حدائق او مناطق خضراء لا مدارات تتباهى بها ، الطرقات والشوارع مشرملة ومليئة بالحفر اما الازبال ففي كل حي وزقاق والانبعاثات الخانقة تحاصرها من كل الاتجاهات لاوجود لمرافق القرب الخاصة بالساكنة …..وحتى مداخلها لم تسلم من بطش الفاسدين .

 يجب محاسبة المسؤولين والمنتخبين بالمجالس التي تعاقبت على اسفي مند سنين خلت ، من المجلس البلدي والاقليمي والجهوي يجب محاسبة اللذين اغتنوا من البقرة الحلوب وعاثوا فسادا فيها، يجب محاسبة اللذين اقاموا مشاريع بمدن اخرى وتركوا حاضرة المحيط مهمشة ومنكوبة ، وهو ما اكدته مصادر موثوقة باسفي على ان “الحساب غادي ارجع من الليف” . 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.