لاشك ان ظاهرة الترامي على الاراضي بمدينة اسفي وضواحيها في تصاعد مخيف واضحت مصدرا للربح السريع ابطاله لوبيات العقار يعرفون جيدا من اين تأكل الكتف دون ان تطالهم يد العقاب، فتارة بالرخص الاستثنائية والتفويتات وتارة اخرى عن طريق اكباش فداء او مايسمون ب “اولاد الرمى” .
والملاحظ ان هذه الظاهرة استفحلت خلال المجالس السابقة وتجلت تداعياتها في الوقت الراهن بعدما تفاجا الجميع بأراضي خالية ومساحات خضراء تتحول الى تجزئات سكنية ومحلات تجارية مربحة لم تسلم منها حتى المقابر والغابات التي تحولت الى مقالع ” ابطالها لوبيات العقار واشخاص نافذين منهم السياسيين ومنهم من لم يدخل السياسة قط ولكنه يعرف جيدا كيف يدير خيوط اللعبة في الخفاء عن طريق بيادق المنتخبين يحركهم كيفما يشاء .
اما بخصوص دور “اولاد الرمى” او اكباش الفداء المنتشرين داخل وخارج الادارات المعنية فانهم يمهدون الطريق لهؤلاء اللوبيات بعقود عرفية تسمى ب “عقود الشنوا” اي غير اصلية ووثائق اخرى يتم التلاعب فيها من اجل اضفاء الشرعية على بيوعات في اسم اشخاص ذاتيين ، وتقدم الارض فيما بعد على طابق من ذهب وبابخس الاثمان لأباطرة العقار من اجل احداث تجزئات ومحلات تجارية تعود بالربح السريع والاغتناء الفاحش على اصحابها.
ولعل الخاسر الاكبر في هذه اللعبة هي ساكنة تعيش الخناق وسط مثلث برمودا للتلوث ، ولا تدري مايحاك ضدها في الخفاء من اناس نافذين وسياسيين يدعون غيرتهم ودفاعهم على حاضرة المحيط ولكنهم ينتهكون اراضيها ومساحاتها الخضراء بالتفويتات الجماعية او الرخص السلطوية (حسب الفصل 28) او عن طريق اصحاب الترامي (مطلب في طور التحفيظ ) اي في كلتا الحاليين تضفى الصبغة القانونية من اجل ذر الرماد في العيون اي كما قال ناس الغيوان “في الاعماق الفوضى ومن الفوق ابان لبحر هادئ”.
لنقول لهم الله اسمح لينا منكم غير زيدوا نهبوا في الاراضي ، ونقول لاحدهم : فعلا انت..رامي !.
منير الغرنيتي