صراحة اصبحنا نستحيي من نشر مثل هذه المشاهد والمعاناة التي توحي للمشاهد الكريم ان مدينة اسفي او “حاضرة المحيط” كما سماها ابن خلدون ماتزال تعيش في القرون الغابرة، ايان كان داء الكلب “السعار” يستعصي علاجه و توفير الدواء اللازم له، بعدما اصبح امرا متجاوزا الحديث عنه بوجود ميزانية تقدر ب 50 مليون تخصصها جماعة اسفي سنويا لشراء هذا الدواء ، الذي هو عبارة عن حقن يأخذها المصاب استعجاليا على مراحل متدرجة .
ورغم ان مجلس جماعة اسفي يخصص ميزانية تقدر ب 50 مليون سنويا من اجل توفير هذا الدواء بالإضافة الى مصادقته مؤخرا على اتفاقية شراكة مع المجلس الاقليمي وباقي الجماعات القروية تضخ بموجبها هذه المجالس اموال طائلة من اجل توفير العلاج للمصابين ، الا ان المصابون بداء الكلب مازالوا يعانون خطر الانتقال الى المرحلة الاخيرة التي يصاب فيها الدماغ بالمرض مما يؤدي الى الوفاة ومازالوا يعيشون مشاق السفر من مناطق نائية بالإقليم دون توفر الدواء بالمكتب الصحي التابع لبلدية اسفي .
ففي غياب الاحصائيات الدقيقة من المكتب الصحي التابع لبلدية اسفي لعدد المصابين المتوافدين على المركز ، يبقى مبلغ 50 مليون سنويا لوحده رقما مهولا ، يجعلنا نتساءل اين تذهب كل هذه الملايين وكيف يتم صرفها ؟.
منير الغرنيتي