اشغال صيانة بمادة “الكودرون” وغياب شروط السلامة ومعدات مكافحة الحريق وراء الحريق المهول لمعمل الكبار والزيتون جنوب اسفي
ادت اشغال صيانة سطح معمل تصبير الكبار والزيتون صباح اليوم الاثنين الى اندلاع حريق مهول اتى على المعمل بأكمله وكادت تتحول الى كارثة بكل المقاييس لولا الرياح التي ساقت السنة اللهب بعيدا عن وحدة لتعبئة غاز البوتان مجاور للمعمل المذكور ولحسن الحظ فان الحادث لم يخلف اصابات بشرية ماعدا بعض الاغماءات .
واوردت المصادر ان عدد من العمال كانوا فوق سطح المنزل من اجل تبليطه بمادة “الكودرون” التي تتطلب لهيب النار من اجل ذوبانها وانصهارها ، وفي غفلة من الجميع وغياب وسائل مكافحة الحريق اندلعت النيران كالهشيم في سطح المعمل بعدما ساقتها الرياح القوية الى الجهة الغربية بعيدا عن وحدة لتعبئة غاز البوتان مجاورة وقريبة جدا من مكان الحريق ، لتاتي بذلك النيران على المعمل بأكمله وسط دوي انفجارات تسمع من حين لأخر.
وامام قلة وضعف الامكانيات فقد وجد رجال الاطفاء والوقاية المدنية صعوبة في محاصرة الحريق وبدوا عاجزين امام قوته وقوة انتشاره بفعل الرياح ليتم بذلك الاستعانة بمعدات وصهاريج المياه التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط من اجل السيطرة على الحريق كي لا يجتاح المنطقة الصناعية التي تفتقر بدورها لوحدة خاصة من اجل التدخل السريع ومكافحة الحريق باستغلال مياه البحر القريبة تفاديا لمثل هذه الكوارث وحماية لمعمل تعبئة غاز البوتان الموجود والذي يهدد سلامة السكان والمنطقة باكملها .
وبما ان السيبة في اسفي ، فان اغلب الوحدات المنتشرة بالمنطقة الصناعية على طول طريق الجرف ، لا تتوفر على اليات ومعدات حديثة للتدخل السريع ومكافحة الحريق ولا حتى على الموارد البشرية التي تتوفر على تكوينا في المجال ، ناهيك عن استباحتها للملك البحري وجعله مكبا للنفايات السامة والقاذورات بدون حسيب ولا رقيب وامام صمت المسؤولين ، بحيث ان معمل الكبار والزيتون هذا يقوم بالتخلص يوميا من مادة “الصودا” الخطيرة في البحر مما ادى الى انقراض الاسماك وزرق العديد من الصيادين بالمنطقة .
منير الغرنيتي