وثائق حصرية تكشف خروقات دفتر تحملات صفقة تهيئة الحدائق والمساحات الخضراء والغابات بآسفي
بعد شهر تقريبا من انتهاء مدة عمل شركة “سافي فير” المفوض لها تدبير الحدائق والمساحات الخضراء والغابات باسفي ، هذه الشركة التي اثارت غضب وامتعاض ساكنة اسفي لفشلها في تذبير القطاع امام مباركة وغض الطرف من طرف مجلس جماعة اسفي وبالضبط المشرفون على القسم الثقني نواب وموظفين، فقد كشف أخيرا النقاب عن دفتر تحملات هذه الصفقة التي مرت في ظروف غامضة ايام قليلة من انتهاء ولاية المجلس السابق ولقيت مباركة المجاس الحالي رغم الخروقات والتجاوزات التي تضمنها (دفتر العجائب) من ارقام خيالية لليد العاملة والاغراس واشغال تهيئة وصيانة لم تطبق على ارض الواقع .
فمند ولاية المجلس الحالي لجماعة اسفي ، ظل دفتر التحملات الخاص بحدائق آسفي طي الكثمان والتستر الى ان تم تسريبه مؤخرا وتمكنا من الحصول على نسخة منه من طرف غيورين على هذه المدينة المهمشة ، وكان بدا فضح التلاعبات والخروقات التي تضمنها بدءا من اشغال تهيئة شملت بناء خزان صغير للماء (8 مليون) وبناء مقر ثقني خفيف (7.5 مليون) وتزليج الحدائق (24 مليون) والعديد من الاشغال التي لم نشهدها على ارض الواقع، ناهيك عن النفخ في اعداد وتكلفة اقتناء الاغراس والورود وانابيب السقي بالمياه واليد العاملة المبالغ فيها ، حيث بلغت الثكلفة الإجمالية لدفتر التحملات 412 مليون سنويا .
ولعل الطامة الكبرى التي تضمنها دفتر التحملات هي التكلفة الباهضة لليد العاملة التي وصلت الى 186 مليون في السنة لفائدة 30 عامل متخصص في البستنة ، لا وجود لهم على ارض الواقع براتب يفوق 5000 درهم للشهر ، وان سئلت احد الكادحين عن راتبه فانه لا يتجاوز 2000 درهم شهريا بدون تغطية صحية او ضمان اجتماعي، حتى وصل الى مسامعنا ان عدد من موظفي جماعة اسفي تم تشغيلهم براتب اضافي 1500 درهم في الشهر في خرق سافر للقانون .
فيما بقيت تهيئة الغابات حبرا على ورق دفتر التحملات هذا ،بحيث اننا لم نشهد يوما تواجد اي من عمال الشركة للاعتناء بغابات اسفي التي تعيش حالة مزرية جراء الاهمال والتهميش، واما صيانة وحراسة الحدائق والمساحات الخضراء فحدث ولا حرج ، لا وجود لهذه المصطلحات على ارض الواقع فأغلب الحدائق والمساحات الخضراء لا تتوفر على حراس ولا يتم الاعتناء بها ولو بقطرة ماء من انابيب السقي التي لا تتوفر في جميع الحدائق والمساحات الخضراء وان وجدت فإنها معطلة .
والمثير للسخرية هي الورود التي جاءت في دفتر العجائب اشكالا والوانا وبأنواع مختلفة تحمل اسماء غربية حتى يخيل لك ان حدائق اسفي ستتفوق على حدائق “فيينا” في الجمال والروعة وستنضاف الى عجائب الدنيا السبع لتصبح ثمانية فيما ساكنة اسفي لم تشم يوما رائحة عطرها ولم تقري عينها بجمالها لان اغلب المساحات الخضراء والحدائق بآسفي هي قاحلة جرداء بنباتات شوكية اعتادت الساكنة رؤيتها تنمو في الخلاء .
والسؤال الذي قد يطرحه البعض اين هي آلية مراقبة وتتبع الجماعة الحضرية لاسفي ؟ والجواب هو ان القسم التقني المفروض منه محاسبة ومراقبة عمل الشركة الفائزة بالصفقة كان قد قدم عرضا في احدى دورات المجلس يمدح فيه العمل الجبار (على حد وصفه) الذي تقوم به الشركة مقتصرا على صور لبعض الحدائق والمساحات الخضراء ،لينوب بذلك عن الشركة التي غاب ممثلها خلال اشغال تلك الدورة وتصبح آلية المراقبة والمحاسبة الية للدفاع والترافع عن الشركة ودفتر التحملات وهو ماأثار الاستغراب والعديد من علامات الاستفهام ؟؟ .
ان ما تضمنه دفتر التحملات الخاص بصيانة وتهيئة الحدائق والمساحات الخضراء والغابات بأسفي ، لم يتحقق على ارض الواقع أمام تقصير ان لم نقل تواطئ المفوض لهم المراقبة والتتبع داخل القسم التقني لبلدية اسفي ، بحيث ان أموالا ضخمة صرفت على التدبير المفوض لهذا القطاع دون ان تحقق للساكنة ما تصبوا اليه من متنفسات خضراء تفتقدها ساكنة المدينة الشيء الذي يعثبر تبذيرا للمال العام يستوجب فتح تحقيق وربط المسؤولية بالمحاسبة . (في انتظار روبرتاج حول الموضوع )
منير الغرنيتي