في الوقت الذي عرفت فيه باقي المدن والجهات المغربية تطورا وقفزة نوعية على مختلف المستويات، بقيت آسفي حاضرة المحيط كماسميت في وقت من الزمن تنتظر من ينقذها من براثن الفساد والإهمال بتعاقب المجالس المنتخبة وتعاقب المشاريع الضخمة التي جعلت منها الشمعة التي تحترق لتنير المغرب.
وخير دليل على هذه المقولة الخاصة هو احتضان حاضرة المحيط لأضخم مشروع للطاقة الحرارية بالمغرب بعدما رفضته مدن أخرى نظرا لخطورته على البيئة والإنسان،و هو مشروع المحطة الحرارية أو محرقة الفحم الحجري “الشاربون “كما يسيميها البعض وهي منشأة كبيرة تضم مفاعلات حرارية تستعمل الفحم الحجري كوقود في عملية الدوران وإنتاج الكهرباء الذي سيساهم ب 25 بالمائة من إحتياجات المغرب .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستستفيذ آسفي من كهرباء المحطة الحرارية ؟خصوصا المناطق المجاورة للمنشأة والساكنة التي تشتكي من غلاء فواتير الكهرباء ،وكيف سيصلها نصيب من التنمية بعد كل الأخطار والتلوث من مشروع بني بدماء أبناء آسفي الذين عانوا الأمرين مع “سافييك ودايوو” وصمت المسؤولين عن خروقات التشغيل بدءا من السياح الذين تحولوا الى عمال، وصولا الى التوظيفات المشبوهة بسافييك وطردها مؤخرا للعديد من الكفاءات من أبناء آسفي تمهيدا لتعويضهم من خارج المدينة ، في إطار سياسة ينهجها المدير “نور الدين الصغير” .
“الصغير” نهج سياسة اقصاء ابناء آسفي من التوظيف بالمحطة الحرارية وفضل الإنحراز وعدم التواصل وهي سياسة فاشلة يجمع المتتبعون على انها تسير بالمحطة الحرارية نحو المجهول بوقوع حوادث مميثة كانت لتعجل برحيل دايوو حسب بنود ذفتر التحملات لولا “تخريجة “احتساب وفاة اربعة عمال في حادثة حالة واحدة وهو مايثير السخرية والضحك وحادث تسرب آلاف الأطنان من مادة الفيول في البحر وتدخل عامل الإقليم الذي أنقذ الوضع بعد توبيخه للصغير ، وأخطرها ماتم تداوله مؤخرا عن تسرب كميات من مادة الآمونياك التي تنقل من الجرف الأصفر في شاحنتين كل شهر ، عندما انفلت الأنبوب خلال عملية تفريغ الآمونياك بالمحطة الحرارية ولحسن الحظ كانت الكمية المسربة قليلة ولم يخلف إختناقات ليمر الحادث مرور الكرام .
إعلان سافييك عن بدأ إشتغال المحطة الحرارية جنوب آسفي ما هو إلا إعلان عن المزيد من المعاناة والأخطار المرتقبة ، في ضل إدارة تنهج سياسة فاشلة وساكنة لم تستفذ شيئا من أكبر مشروع للطاقة الحرارية بالمغرب …وتبقى آسفي هي الشمعة التي تحترق لتنير المغرب.
منير الغرنيتي