وزارة الصيد البحري تضع تدابيرا لمعرفة وضعية انتشار واستغلال مخزون سمك “الرابوز
محمد عكوري
كلفت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، باستقطاب سفينة لها القدرات التقنية الكافية، لإنجاز دراسة نموذجية لاستغلال نقار البحر، المعروف باسم “الرابوز”.
وفي أفق الإستغلال المحتمل لمخزون نقار البحر، شرعت الوزارة بدعم علمي من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري وبالتشاور مع المهنيين، في وضع نظام يسمح بتقنين الصيد البحري والتحويل الصناعي لهذا السمك.
وقال بلاغ للوزارة أن التجارب الأولى لتحويل سمك “نقار البحر” بالمغرب أظهرت أن الدقيق المستخرج منه، يضم معدلات مقبولة من البروتين تتطابق نسبيا مع أصناف أخرى، وتمثل بالتالي فرصا اقتصادية للتثمين.
وتجدر الإشارة إلى أن نقار البحر تم الإبلاغ عن وجوده في مياه المحيط الأطلسي المغربية منذ الخمسينيات، لكنه لم يثر انتباه الصيادين. وفي العام 1973 تم فعليا إبراز وجود هذا النوع خلال رحلات الأسطول الساحلي الذي التقط هذا الصنف عرضيا من قبل الصيادين وسفن صيد السردين التي كانت مخصصة لتحويله إلى دقيق السمك.
ومنذ ذلك الحين، يضيف البلاغ، تم اكتشاف نقار البحر بانتظام بمستويات منخفضة خلال الخرجات العلمية بالبحر، دون أن يثير أي اهتمام تجاري لدى الصيادين.
وأشار المصدر ذاته إلى أن السواحل الأطلسية المغربية ، عرفت منذ أكثر من عامين، وفرة عالية من سمك صغير الحجم يسمى نقار البحر ويحمل الاسم العلمي Macroramphosus sp، والذي تم اكتشافه من قبل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، من خلال استطلاعات المسح الصوتي في البحر، وكذلك عن طريق مهنيي الصيد التجاري.
وتتواجد هذه الأسماك حاليا، والتي تتشكل من صنفين بارزين Macroramphosus gracilis و Macroramphosus scolopax ، على مستوى السواحل المغربية، خصوصا المنطقة الجنوبية لكاب بوجدور، وكذا على مستوى المنطقة الشمالية الرابطة بين بوجدور وأكادير.
يعد نقار البحر من الأسماك الصغيرة الحجم ولا يحظى إلى حد الآن بأي أهمية من لدن المستهلكين، كما أن الاستعمالات المعروفة الى حد الآن تتعلق بتحويله إلى دقيق السمك.
وأكدت الوزارة أن الوفرة الكبيرة لهذا النوع من السمك، شكلت محط انشغال مهنيي الصيد البحري الذين يتوجسون من إمكانية تعويض الأصناف المتواجدة حاليا في المنظومة البحرية الوطنية (سمك السردين، الأسقمري، الخ.) بهذا الصنف الأقل أهمية من الناحية الغذائية والاقتصادية.
أظهرت عملية تتبع نقار البحر استيطانا تدريجيا لهذا النوع من السمك للمنظومة البحرية، بدأ من المياه البحرية العميقة باتجاه المناطق الساحلية.
وقد أظهرت دراسات مستندة إلى معطيات مرتبطة بالسواحل المغربية و الإيبيرية وكذا سواحل المناطق الواقعة شمال المحيط الأطلسي، أنه لا دليل علمي يشير إلى وجود تأثير مباشر لهذا النوع على مخزونات الأسماك الأخرى، علما بأن سمك “نقار البحر” يتغذى أساسا على العوالق أو ما يسمى بـ”البلانكتون”.
كما أن العوامل البيئية والمسارات المؤدية إلى الانتشار والانحسار “التلقائي” والسريع لنقار البحر، هي الآن موضوع بحث ذي أولوية لدى المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري. هذه الأبحاث بالجوانب البيئية لهذا الصنف البحري كذا إمكانية الاستغلال والتثمين.
من ناحية أخرى، تبقى انجع وسيلة للحد من انتشاره، حسب الوزارة هي استغلاله المباشر وإضعاف بؤر انتشاره التي يعتقد أن لها تأثير سلبي من ناحية المنافسة الغذائية والمجالية، على باقي المخزون المستغل.