في الوقت الذي بلغت فيه حاضرة المحيط ذروتها من الفقر و الهشاشة وارتفعت نسبة البطالة وتوقفت عجلة التنمية بتوقف عقارب ساعة الجريفات وشرملت الشوارع بأشغال الشركات والحفر ..وأصبحت الحدائق قاحلة جرداء ..وتحولت المساحات الخضراء إلى تجزئات سكنية تذر الملايين على أصحابها ..وانهار برج البحر ..ومات المشردون من شدة البرد في الشوارع ومات أبناء المدينة غرباء بمستشفيات مراكش والبيضاء ، وفي حفر الواد الحار بالدور الناقصة التجهيز وشردت أرامل و أسر بقرارات الهدم الجائرة .
مازالت سياسة “كولو العام زين” تطبق على آسفي بمهرجانات تصرف عليها الملايين وتسوق الوهم عن مدينة مكلومة يضعون عليها المكياج لغيروا الواقع المرير الذي تعيشه المدينة في شتى المجالات …آسفي التي تخلفت عن ركب التطور كباقي المدن إثر سنوات عجاف مرت بها تحولت خلالها الى بقرة حلوب وتحول المسؤولين والمنتخبين فيها إلى أثرياء بدون حسيب أو رقيب .
والأن لا تعرف في آسفي إلا لغة الخشب في الندوات والإجتماعات ، والمزيد.. المزيد من المهرجانات التي ينتفع بها المنتفعون ..مهرجان الكبار تصرف عليه الملايين والكبار يعاني المرض بذبابة إستعصت على أصحاب الفلاحة ولم يجد الفلاحون سوى “الصابون البلدي وجافيل” كدواء بذيل وحتى من تبقى لهم شيء من نبتة الكبار فمصيره تجار وسماسرة شركة محتكرة حتى أصبح سعر الكيلو أقل ثلاثة مرات من ثمنه السابق ..مهرجان العطية الذي لا يمت لفن العطية بصلة تنظمه جمعية طمست تاريخ المدينة ورحلتها البحرية الشهيرة بسفينة “راع” الى جمعية الشطيح والرديح من اجل أن تظفر بالملايين ..مهرجان البحر وماذا تبقى في البحر بعد إستنزاف ثروته حتى أصبح المسفيويين لا يقدرون على ثمن كيلو من السمك وأصبح البحارة من الطبقة الفقيرة مهضومي الحقوق و الواجبات بعدما كانوا في الأمس القريب من الطبقة الميسورة …و في المستقبل القريب مهرجان الخزف والمهني يعيش الفقر و التهميش فماذا بقي للخزفيين من رزق بعدما تحولت وجهة السياح الى مدن بنيت وازدهرت بثروات حاضرة المحيط …مهرجان الضحك عل الذقون …والماراطون الدولي الذي جمع أموال المستشهرين واتضح أنه ماراطون شبه إفريقي بعدائين مغمورين ومنظمين لهم شبهات في المنشطات ، كبيرهم وصف حاضرة المحيط بمدينة الإجرام وأن الماراطون جاء لينقذها من التهميش ويخلق التنمية ليتضح فيما بعد أنها تنمية الجيوب لا غير .
مهرجانات لا ينتفع بها إلا أصحابها وفئة أصبحت معروفة بآسفي ، أبرزهم صاحب المنصة و التنظيم حتى أصبح الكل يتحدث عن علاقاته مع المسؤولين وعن التخريجة التي ينهجها لجمع الأموال الطائلة في هذه المهرجانات واقتسام الغنيمة ..والضحية هي حاضرة المحيط التي شهدت ومازالت تشهد على فسادهم ونفاقهم وزيف تخريجاتهم حتى أصبحت آسفي مدينة الأشباح ، مدينة الفقر ..والمهرجانات .