"اسفي جنوب"/الاحد /19 /مارس /2017
هي كارثة بيئية بكل المقاييس تلك التي تعيشها السواحل البحرية جنوب اسفي ، فبعد ان نهبت رمالها الذهبية ، خربت طرقها ولوث ماء بحرها بالمياه العادمة ونفايات المصانع المنتشرة على طولها ، اصبحت اليوم مطرحا للأزبال وبقايا معامل الاسماك والرخويات من الاخطبوط بدون حسيب ولا رقيب.
وكما في الفيديو فان كميات ضخمة من بقايا الاسماك والرخويات من الاخطبوط (امعاء ومخلفات …) يتم طرحها بقارعة الطريق الساحلية التي خربت واختفت عن الوجود ناهيك عن الازبال والروائح التي تزكم الانوف ، حيث المشهد الكارثي يبرز مدى التسيب والتهميش الذي تعرفه المنطقة .
وتعتبر السواحل البحرية جنوب اسفي المتنفس الصيفي الوحيد لساكنة المنطقة ومصدر رزق العديد من الصيادين الذين يقتاتون مما تجود به تلك السواحل التي كانت تعج بالشعب المرجانية موطن العديد من الاسماك ،والتي انقرضت بالطبع مع مخلفات "اوسيبي" (الملوث الرئيسي) زادتها المعامل والشركات التي حولتها الى مطارح لأزبالهم ومخلفات منتوجاتهم دون احترام دفتر التحملات وكيفية تدبير نفاياتها ومياهها العادمة حيث اصبحت المنطقة مرتعا لكل من يريد التخلص من القاذورات كان اخرها ضبط شاحنة لشركة معروفة باسفي في حالة تلس وهي تتخلص من المياه العادمة لورش بناء المحطة الحرارية .
هذا وقد اصبحت السواحل البحرية المسماة "المريسة الاولى" ، "الثانية" ،"الثالثة " و"الويد )"نقطة سوداء من حيث الازبال والروائح الكريهة ومنطقة مشبوهة تحوم حولها الشكوك بإمكانية استعمالها في نشاطات لتجار المخدرات ، حيث شهدت المنطقة كذلك السنة الفارطة مداهمات امنية اشهرها حجز معمل الاسماك للاسباني المشهور الذي كان يستعملها كذريعة لتهريب المخدرات وكذا مداهمة وتدخل امني كبير اسفر عن اعتقال شخص وحجز بعض القوارب البحرية الغير قانونية ، الشيئ الذي يثير الشكوك حول طريقة افراغ الاسماك من امعائها التي تطرح بالمنطقة ؟.
فمتى يتعامل المسؤولين بجدية مع ما يقع للسواحل الجنوبية من تلوث بيئي ، نهب الرمال وتخريب للطرقات ،ومتى ينتهي هذا التسيب والتهميش الذي يستوجب التدخل والضرب بأيدي من حديد على مرتكبي هذه الجرائم البيئية وفتح العيون حول مايجري هناك ؟ .
